Thursday
Nov292012

رأب الصدع بين العلمانية والمفاهيم الدينية في المجتمعات الحديثة - 13/11/2012

السفيرة بريجيتا هولست العاني مديرة المعهد السويدي بالإسكندرية، والدكتور علي السمان رئيس أديك، الصحفي البريطاني عادل درويش ، و الصحفي المصري د. عمرو الشوبكي، على مائدة مستديرة في مقر المعهد السويدي

الإسكندرية - في 13 نوفمبر 2012، نظم الاتحاد الدولي لحوار الثقافات والأديان وتعليم السلام (أديك) مائدة مستديرة بالتعاون مع المعهد السويدي بالإسكندرية. وقد تناول الاجتماع أوجه وآفاق التعايش بين الناس من مختلف الخلفيات الدينية والعلمانية، وكذلك دوروسائل الإعلام في تبسيط أو تعقيد العلاقات بين الأديان والثقافات..

وجرت مناقشة حيوية بين الخبراء الأجانب والإقليميين والمحليين وأكثر من ثلاثين طالباً وطالبة من مختلف جامعات مصر مثل جامعة القاهرة، وجامعة طنطا، وجامعة الإسكندرية في جو اتسم باحترام الرأي والرأي الآخر. وقد شارك خبراء من فرنسا وانجلترا والسويد والأردن بتجاربهم في العمل في مجالات العلاقات بين الأديان ووسائل الإعلام..

وكان المتحدثون هم السفير بريجيتا هولست العاني مديرة المعهد السويدي بالإسكندرية، والدكتور علي السمان رئيس أديك، والصحفي البريطاني عادل درويش، ود. ناعومي صقر أستاذ العلوم السياسية والإعلام في جامعة وستمنستر بانجلترا، والأستاذ عثمان الطوالبه أستاذ تاريخ الأديان في جامعة أوبسالا بالسويد؛ ومن الصحفيين المصرية شاركت الكاتبة أفكار الخرادلي، ود. عمرو الشوبكي، ومفيد فوزي، ومحمود بكري، وماريا جيريرو من اليونسكو، ونادر ونيس مدير المركز الثقافي للكاتدرائية القديس مارك "أركان" بالإسكندرية...

تكون جمهور الشباب أساسا من الطلبة من كليات مختلفة من الجامعات المصرية مثل الاقتصاد والعلوم السياسية، والدين، والآداب، والاتصالات، وقد كانوا حريصين على طرح الأسئلة والتعبير عن آرائهم. وسيتم استخدام ملاحظاتهم في تصميم دورات متابعة والأنشطة...

خلفية المائدة المستديرة

مفهوم "العلمانية" وما لها معان تختلف من مكان إلى مكان ومن بلد إلى آخر. ففي أوروبا وبعض البلدان ذات الأغلبية الإسلامية مثل مصر، فإننا نجد أن كثير من الناس فخورين بكونهم "علمانيين". ولكن في كثير من الأحيان يتم تصوير هؤلاء الذين يؤمنون بالدولة العلمانية من قبل خصومهم بأنهم معادين للدين في الأماكن العامة، وقد تطلق عليهم مسميات أخرى مثل "الموالين للغرب"، أو حتى "المستعمرون الجدد". وقد أدى انقسام المجتمع إلى علمانيين وإسلاميين وما يصحب ذلك من زخم إلى الابتعاد عن المناقشة الجادة للمشكلات التي تواجه الدول العربية التي تمر بمراحل انتقالية. ومن جهة أخرى تفصل هذه الاختلافات الإيديولوجية كل فريق عن الآخر، مما يؤدي حتماً إلى تناقص قدرتهما على العمل معاً...

البلدان في هذه المنطقة في حاجة إلى بعض النماذج الثقافية التي تقلل من الانقسامات الداخلية وتقديم الدعم لهم في المضي قدما. وحتى ظهور مثل هذه النماذج على السطح، فسيظل هناك قلق من أن حلول القضايا الاجتماعية والاقتصادية قد لا تظهر في الوقت المناسب أو بصورة منظمة. وهل ينبغي للبلدان في المنطقة أن يتطلعوا لنماذج ثقافية تشبه تلك التي في أوروبا والولايات المتحدة؟ وهل ينبغي أيضاً أن تأخذ الإلهام من تركيا أو الدول الإسلامية الأخرى التي حققت تقدما كبيرا على الصعيدين الثقافي والاقتصادي؟ وهل هناك نماذج أخرى يمكن تطبيقها؟...

هل يحاول الغرب، كما يقول البعض، فرض قيمه الثقافية على المنطقة؟ أو كما يقول آخرون، هل هو على استعداد لتقديم بعض التنازلات من موقفه من حريات معينة من أجل الحفاظ على علاقات طيبة؟ وهل يمكننا أن نتوقع - إلى حد معقول - أن الناس في البلدان العربية الإسلامية سيتبعون الأساليب العلمانية المأخوذة عن الديمقراطيات الغربية على حساب احتياجاتهم النفسية والفكرية طويلة الأمد؟ بما في ذلك الحاجة لتأكيد انتماءاتهم الدينية؟ وهل نجحت العلمانية في مساندة التقدم في الغرب في حين فشلت المجتمعات التي تقوم على أسس دينية في ذلك؟...

نقاش المائدة المستديرة

بحثت المائدة المستديرة طبيعة الاستقطاب الحالية وتقييم خطورة الفجوة الحالية بين الإسلاميين والعلمانيين، وكذلك تم بحث إمكانية إيجاد النماذج الثقافية التي تكون مقبولة للجميع. وقد أثارت المناقشات عدد من الأسئلة حول سبل معالجة الفجوة بين العلمانية والدينية من خلال الأنشطة الاجتماعية والسياسية، وكذلك من خلال وسائل الإعلام....

وقد تم طرح استبيان نهائي على جميع المشاركين في نهاية الحدث كأداة لمتابعة هذه المناقشات الحيوية في المستقبل. وتهدف الأنشطة المستقبلية إلى خلق تقارب بين الناس من مختلف الخلفيات والمعتقدات الثقافية والدينية لمعرفة المزيد عن بعضهم البعض من خلال التعامل المباشر، وورش العمل للناس من أتباع النظم العقائدية المختلفة ليتعلموا كيف يعملون سويا من أجل حل المشاكل الكبرى المجتمعات....